الاثنين، 23 يوليو 2012

عودة الابن الضال؟ بندر بن أبيه!

مقرن ولد بركة انشغل في ملذاته وبتعاطي المخدرات والحشيش ونسي أنه يشغل منصب رئيس الاستخبارات ولم يستفيق إلا على خبر إقالته
حينما يُقال أي أمير سعودي من منصبه فإنه سيُعين مُستشاراً للملك لكي لا يثيروا الأقاويل, فقد سبق وأن ركن عزوز فعين مستشاراً للملك
بعد أن نفق سلطان وتبعه شقيقه نايف زال خطر أبناء السديري, ولم يعد بندراً يشكل أي خطر على عرش عبد الله فقرر أن يعيده للأضواء
والصراع القادم بين أفراد آل سعود ستكون شرارته طمع وطموحات الأحفاد وليس كالسابق تنافساً كلاسيكياً بين أبناء السديرية وخصومهم
مازال الخبراء الأجانب وإعلاميو الغرب يخفقون ويخطئون في تحليلاتهم السياسية سواء في الشأن الداخلي لبلاد الحرمين الشريفين أو في شأن الأسرة السعودية الهالكة, وذلك بسبب جهلهم المطبق بثقافة المنطقة وعدم معرفتهم بالعادات والتقاليد وبواقع وعقلية المجتمع النجدي تحديداً وهو المجتمع الشديد العنصرية لغيره والمسيطر على مناحي الحياة العامة, فتراهم تارة يرشحون بندر بن سلطان لتولي العرش السعودي, وأخرى يتوقعون أن مقرن ولد بركة سيكون هو الملك القادم دون فهم تفكير وسيكولوجية القوم أو ادراك للآلية المُتبعة والتي يتصرف خلالها آل سعود.
بندر بن أبيه وهو في سن المراهقة
فهؤلاء المراقبون الأجانب لا يدركون حقيقة أن كلا المُرشحين المزعومين هما نتاج لأبناء (الإماء) أي الجواري, وأبناء الجواري في مجتمع نجد المُنغلق على نفسه لا يجوز لهم مزاحمة أسيادهم أبناء الملك (الأحرار) ولا يمكن أن يكونوا أكفاء لأبناء القبيليات في الشرع النجدي – السعودي, حتى ولو كانوا من أب واحد, والغربيون يجهلون تلك الإشكالية العِرقية بالنسب ولا يدركون أن العنصرية العرقية تضرب أطنابها في قلب جزيرة العرب وفي أسرة آل سعود تحديداً كونهم سكنوا منطقة نجد وتشبعوا بعاداتها وتقاليدها, رغم أنهم يجهلون أصولهم العرقية وعرفوا في السابق على أنهم "حمولة مقرن" فقط دون المزيد من الايضاحات, ومقرن هذا راعي تلك الحمولة لا يعرف من أي فج خرج سوى أن والده كان يُدعى (مرخان) وأن جد مرخان أو مردخان هذا قد جاء من درعية القطيف ليقطن درعية اليمامة.
وكل آل سعود الحاليين هم من أحفاد مرخان, وهم يسمون بحمولة مقرن, وكل شخص منهم يتفاضل على إخوانه وأبناء عمومته بأصل أخواله وليس بكونه ابن فلان أو علان.
وعليه فإن أبناء الجواري في أسرة آل سعود لا يحق لهم الجلوس على العرش حتى لو كانوا أبناءً لأمات شقراوات, ويبقى الصراع على العرش محصوراً فقط بين أبناء القبيليات من زوجات عبد العزيز فقط.
تلك الاشكالية لم يفهمها الاعلام الغربي ولم يستوعبها خبراء ومحللو الغرب الذين رأوا في بادئ الأمر في بندر أنهُ المَلك القادم للعرش السعودي, ثم بعد أن ركنه الملك عبد الله على الرف, عادوا وراهنوا على حظوظ مقرن في تبوء العرش السعودي القادم.
مقرن ولد بركة وهو شاب يؤدي رقصة العرضة
ولطالما توقع الخبراء السياسيون والإعلاميون الغربيون سيناريوهات شتى للسبب الذي يقف وراء إقالة أو ركن بندر بن سلطان جانباً, وتساءلوا عن سبب سحب صلاحيته من قبل الملك؟
فعاد الإعلام الغربي من جديد زاعماً أن بندر كان طامحاً يسعى لأن يُصبح ملكاً على السعودية وكان يُخطط لإقصاء عمه الهرِم (بكسر الراء), فوقعوا مرة أخرى بنفس الخطأ الاستراتيجي وجعلوا من بندر طامعاً بالملك وهم لا يدركون حقيقة أن بندر لا يستطيع حتى ولو في المنام تحقيق ذلك الحلم, لأنهُ يُدرك جيداً أن حلمه هذا سيكون مستحيلاً ولن يتحقق إلا في حال انقراض آل سعود جميعهم وبقائه لوحده, حينها قد تكون فرصته سانحة, وربما سيطمح كما طمح من قبله خالد بن سعود بن عبد العزيز (ابن الأمة السوداء) قبل حوالي المائتي عام حينما أتى دليلاً ذليلاً مع القوات المصرية الغازية لنجد ليعينهم على أبناء قومه لكي يحقق حلمه الأزلي في تبوء السلطة على أقليم نجد وكي يصبح أميراً على الرياض.
في الحقيقة أن اقصاء الملك عبد الله لبندر له عدة أسباب ودوافع ولكن أهم سبب هو أن الملك عبد الله خشي من تزايد نفوذ وعلاقات بندر في واشنطن, ولكي لا يصبح لساناً لأبيه سلطان وداعماً لأخيه خالد في كواليس البيت الأبيض, فكان لابد من قصصة اجنحته واقصائه, وفي تلك الفترة كان أبناء عبد الله الطامحين ناقمون كثيراً ويتحسسون من تدخلات ونفوذ أبناء فهد وسلطان في شؤون الدولة, رغم أن والدهم قد أصبح هو الملك وهم أبناء هذا الملك ومن حقهم الاستئثار بالسلطة كما فعل أبناء فهد من قبلهم, وقد كان لبندر علاقات وطيدة مع اللوبي الصهيوني وكذلك مع أغلب السيناتورات في أمريكا, ولديه علاقات وثيقة مع أسرة بوش, وكانت الإدارة الأمريكية تعتبر الملك عبد الله مجرد واجهة فقط أو بالأحرى ملك كهل جاهل, وكان تعاملهم الدائم هو مع البندورة فقط.
وهو ما أغاض الملك عبد الله كثيراً, خصوصاً بعد أن علم أن بندر وأبيه سلطان كانا على علم مسبق بكل خطط الحرب على العراق, بينما بندر لم يطلع عمه الملك على جميع التفاصيل وكان يتصرف بندر دون الرجوع للملك, بل كان يطلعه على معلومات عامة كالقول بأن أمريكا قررت ازاحة صدام, بينما التفاصيل الدقيقة للغزو كانت لدى أبيه سلطان بن عبد العزيز بحيث سمح الأخير باستخدام قاعدته الجوية للنقل والتموين والإخلاء الطبي للجيش الأمريكي, فشعر الملك عبد الله أن بندر استخف به أمام الأمريكان وبات يشكل خطراً عليه وأصبح يُمثل مصالح أبيه في أمريكا ولم يُعد ممثلاً له وكذلك من خلال تحريض وحث متواصل من قبل أبناء عبد الله الناقمين على أبناء فهد وسلطان, فقرر الملك إقالته وسحبه من واشنطن وتعيين الأمير تركي بن فيصل السفير السعودي في بريطانيا سفيراً للسعودية بواشنطن بدلاً من بندر, لكنه لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما قدم استقالته معترضاً على تدخل بندر وتطفله على وظيفته, فتم قبول استقالته ومن ثم تعيين عادل بن جبير سفيراً للسعودية في واشنطن وبهذا أصبح ابن جبير خادماً مطيعاً وتابعا وخاضعاً بالكامل للملك عبد الله.
ثم عين الملك عبد الله بندر بمنصب جديد ومُستحدث هو شبيه بمنصب أو وضع مُستشار الملك المعروف, وذلك حينما يركن أي أمير سعودي على الرف حينما يخفق في عمله أو يزعج الملك فيقال أن الأمير الفلاني قد أعفي من منصبه وعين مستشاراً للملك أي نوع من التورية وإخفاء وكتم الفضائح, كما حصل قبل عامان مع الطفل المعجزة عبد العزيز بن فهد الذي كان يشغل منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان مجلس الوزراء, فأقاله الملك عبد الله وعينه لاحقاً بمنصب مُستشار الملك أي ركن على الرف, ونفس الشيء حصل مؤخراً مع مقرن ولد بركة, حيث تمت إقالته ثم عينه الملك مُستشاراُ له فما أكثر مستشارو عبد الله, وهو ما حصل في حينها مع بندر فقد عينه الملك بمنصب أرشيفي مُصطنع وذلك لكي لا يغضب أخيه ولي العهد في حينه سلطان, فأصبح بندراً يشغل ذلك المنصب المُضحك الشبيه بالاسم فقط بمنصب كوندليزا رايس مع الفارق طبعاً, ويُدعى (الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي) وبهذا يكون قد انتهى دور بندر في واشنطن وركن في الداخل وانتهى أمره وزال خطره بالنسبة للملك وأبنائه.
لكن بندر الخبيث لم يستسلم بسهولة فقد بدأ بإعادة اتصالاته الدبلوماسية والسياسية مع الأمريكان وأخذ يُنسق أمنياً معهم, وبدأ بزياراته المكوكية لواشنطن دون علم السفير السعودي في وقتها تركي بن فيصل, مما أغضب تركي من تدخلات بندر السافرة في عمله الدبلوماسي فقدم استقالته اعتراضاً على تحركات بندر المشبوهة, ولم يقصم ظهر البعير المرخاني إلا حينما بات كل وفد أمريكي يأتي لزيارة الملك عبد الله يبلغوه أنهم التقوا بالأمير بندر وناقشوا الأمور معه!
وهو ما أثار غضب وحنق الملك عبد الله فقرر أن يعاقب بندر ويمنعه من أي نشاط سواء كان سياسياً أو دبلوماسياً أو استخباراتياً وطلب منه البقاء في منزله فقط.
وصادف أمر اعفاء بندر من منصبه أن وسائل الإعلام والصحف الأمريكية والبريطانية أثارت فضيحة صفقة اليمامة وكشفت مقدار الرشى التي تلقاها الأمير سلطان بن عبد العزيز وأبنائه من شركة BAE Systems, ومن ضمنهم كان الابن بندر, حيث دفعت له تلك الشركة البريطانية مبالغ هائلة وخدمات سياحية لابنته خلال قضائها شهر العسل مع عريسها, بلغت حوالي مليار جنيه إسترليني وقد حولت تلك الأموال إلى حساب بندر الخاص في أمريكا.
فبقي بندر مغيباً عن الأحداث وبعيداً عن الأضواء لأكثر من عامين تقريباً, وقد تدهورت حالته الصحية وبدأ يراجع المُستشفيات الأمريكية لغرض العلاج, لأنه يُعاني من انزلاق غضروفي في الظهر, والغريب أن بندر والملك عبد الله ومقرن جميعهم يُعانون من نفس المرض في الظهر!
فمقرن مثلاً يزعم أن فقرات ظهره سحقت بعد أن قفز من طائرة حربية أثناء التدريب, فسقط على ظهره وتضررت فقراته, وأما الملك عبد الله فيقول أنه مصاب بـ(عرق النسا), ثم يردف قائلاً : مع أن النساء لم يرى منهن إلا كل خير كما يقول!
وبقي بندر خارج القرار السياسي ومُبعداً عن السلطة ومُهمشاً طيلة العامين الفائتين, حتى قرر أخيراً الملك عبد الله إعادته إلى الأضواء من جديد, مع خلال تعيينه كرئيس لجهاز الاستخبارات!
طبعاً لا يستطيع أحد أن يعترض على قرار الملك السعودي الأتيس لأن قراراته مزاجية وانتقائية منفردة, وإلا كيف يُعين لص كبير ومُرتشي حقير في منصب حساس سيُقيم من خلاله الشرفاء, ويرصد تحركات الأعداء!
الغريب أن بندر سبق وأن حاول أكثر من مرة أيام والده أن يسترضي الملك عبد الله ليستعيد ثقته به, ولكن دون جدوى, وقد حل أبناء عبد الله في أغلب المناصب الحساسة ولم يعد لبندر أي نفوذ يذكر حتى لو عاد مُجدداً.
ولكن بعد وفاة سلطان ومن ثم نفوق نايف أدرك الملك عبد الله أن نفوذ أبناء السديرية قد ولى على الأقل في عهده الحالي, ولم يعد يخيفه أي ظهور أو بروز لهم, لأنهم أصبحوا أقلية, بل هو من اختار بنفسه سلمان ليكون ولياً للعهد وذلك لمعرفته أن سلمان قد أصبح مكسور الجناح وأنه يبدي الطاعة له ولا يتجاوز عليه أو يفكر بالتقليل من شأنه لدى الأمريكان, وأن صراعه مع أبناء السديرية صفحة وقد طويت.
ولم يعد بحاجة لتكتل وجمع فلول المقاطيع من حوله كما كان يفعل فيصل من قبل وهو من بعد, حينما ضموا لهم الأمراء المُهمشين من أبناء الجواري لكي يكونوا حزباً مضاداً لحزب أبناء السديرية, وكان مقرن ولد بركة أحد هؤلاء المقاطيع الذين ضمهم عبد الله لاحقاً تحت جناحه لتكوين جبهة مواجهة ومضادة لعيال السديرية.
فقد انتهى أمر تكتل او حزب السدارى القديم وذلك بعد نفوق فهد وسلطان ونايف, ولم يعد عبد الله يخشاهم كما كان, وعليه فلم يعد يحتمل إدمان وسكر وعربدة مقرن وإهماله في مسؤوليته في سبيل مبدأ التكاتف والتخندق القديم.
فقرر عبد الله أخيراً إقالته عقاباً له وتعزيراً لغيره من الأمراء بسبب فشله الذريع في إدارة جهاز الاستخبارات, لأنه كان مشغول طوال الوقت في تعاطي المخدرات ومعتمد اعتماداً كلياً على مُساعديه الخائبين في إدارة مسؤولياته, وقد جعل من رئاسة الاستخبارات بناية فقط تدار بالنيابة عنه كما كان عليه الحال في إمارة حائل حينما كان أميراً عليها, حيث سلم الخيط والمخيط بيد وكيل الإمارة, وانشغل هو في سفراته ورحلاته المكوكية والتهى بتجارة المخدرات وحبوب الكبتاجون, حتى حولَ مطار حائل إلى أكبر محطة ترانزيت لتوزيع المخدرات في العالم حيث يتم استقبال شحنات المخدرات بكافة أنواعها, ولهذا جعل من إمارة حائل وكراً وسوقاً رائجة لتسويق وبيع الحبوب المخدرة.
فمقرن قد فشل فشلاً ذريعاً في أدارة جهاز الاستخبارات السعودي أثناء فترة إدارته له, حتى أن جهاز المخابرات القطري رغم تواضعه, وجهاز المخابرات الأردني رغم قلة تمويله فقد أصبحا هما المورد الرئيس للمعلومات لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية, وباتا هما حلقتا التواصل مع الأتراك في إدارة العمليات في داخل سوريا وهم بهذا يكونا قد سحبا البساط من تحت أقدام استخبارات آل سعود ربيبة الـ CIA.
بل إن لبنان الطوائف المُتصارعة, لبنان الحريري ومستقبله قد خرجت من قبضة آل سعود وبشكل دراماتيكي وعادت بوصلتها تؤشر نحو اتجاه دمشق وتحول حزب سعدو وحلفائه من أكثرية إلى أقلية, وبالرغم من كل ما يجري الآن في سوريا من أحداث وحالات تفكك وانهيار, فمازالت لبنان في قبضة الأسد وهو ما يُعد فشلاً ذريعاً آخر لمقرن وجهازه الفاشل.
 ليس هذا فحسب فقد تعرض هذا الجهاز إلى ضربات موجعة وأصيب في إخفاقات كبيرة سواء في العراق وغزة أو في باكستان واليمن بل حتى في الصومال, فقد فشل التمويل السعودي المالي الهائل لأياد علاوي وخرج آل سعود خاسرين من الساحة العراقية, ثم أصروا على دعم محمود عباس وعصابته وبالمقابل مُحاربة حماس والتضييق على قطاع غزة بالاتفاق مع نظام حسني مبارك فخسروا غزة وأهلها!
كما اغتيل دبلوماسي سعودي رفيع في مدينة كراتشي, وخطف دبلوماسي سعودي آخر في اليمن, ومازال مرتهناً لدى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى حين اطلاق سراح النساء المعتقلات في سجون آل سعود.
كل تلك الاخفاقات المخابراتية الرهيبة ومقرن مازال منشغلاً في أجوائه السرمدية الخاصة, ويوزع ابتسامات خاثرة لعدسات وسائل الإعلام!
بل أن أكبر فضيحة لحقت بجهاز الاستخبارات السعودية هو ورديفه جهاز المباحث السعودي, عندما قاما بزرع عملاء سعوديون مزدوجون في تنظيم القاعدة في اليمن, وهؤلاء العملاء هم من كانوا وراء ما يُسمى بشحن الطرود المفخخة, حيث اتضح  لاحقاً أن العملاء السعوديون المزدوجون هم من يرسل تلك الطرود ثم يقوموا بالتبليغ عنها لكي يقدموا خدمات جليلة لجهاز المخابرات الأمريكي, وهي فضيحة مخابراتية بكل المقاييس.
ناهيك عن الخلافات المالية والفضائح الجنسية والمالية التي لحقت بآل سعود مؤخراً والتي نخرت في عظام أسرتهم السعودية, ففي رئاسة مقرن للاستخبارات اقدم أمير سعودي شاذ جنسياً على قتل خادمه الخاص في أحد فنادق لندن الراقية بعد أن قام بتعذيبه بطريقة وحشية, وقد تم الحكم على ذلك الأمير السعودي المدعو سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود بالسجن المؤبد, وبالمناسبة فإن الجانِ هو أحد أحفاد الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من ناحية الأم.
ثم حدث تذمر وانشقاق من عدة أمراء وأميرات سعوديات وقد تمردوا على نظام حكم الأسرة السعودية المالكة, فبدأت تلك التداعيات من خلال التذمر الدائم من قبل الأمير المضطهد طلال بن عبد العزيز, ثم تمردت ابنته الأميرة سارة بنت طلال والتي طلبت أخيراً حق اللجوء السياسي في بريطانيا.
وقد سبق الأميرة سارة بنت طلال بالتمرد أمير سعودي آخر من الجناح السعودي المهمش, يُدعى تركي بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود, والذي يعيش حالياً في باريس, ثم لحقته الأميرة السعودية بسمة بنت سعود والتي تعيش حالياً في لندن, ومازال الحبل على الجرار.
وكان لابد لمستشارو عبد الله بن عبد العزيز وكذلك أبنائه أن يحثوه على ايجاد بديلاً عاجلا وجاهزا ليحل محل مقرن الخائب, ولابد أن يكون البديل صاحب خبرة وتاريخ قذر لإدارة ذلك الجهاز السعودي المشبوه الذي تركزت مهماته القذرة عبر تاريخيه على خدمة أجهزة المخابرات الغربية من حرب نيكاراغوا وحنى حرب افغانستان, وتلخصت مهماته الداخلية بمراقبة المواطن البسيط المغلوب على أمره, ولا يوجد من هو جاهز ومناسب ومستعد للقيام بتلك المهمة القذرة إلا بندر المغبون, والذي ينتظر الفرصة المُناسبة ليثبت ولائه ويكفر عن خطاياه السابقة, وكذلك بسبب متانة العلاقة بين بندر وبين اللوبي الصهيوني في أمريكا, وهو ما سيساعد على العمل سوياً مع جهاز الموساد على خوض الحرب الإقليمية القادمة.
ولهذا تم اختيار بندر الحاقد ليحل محل عمه مقرن المُدمن, لكي يحاول أن يُرقع ويُرتب ما يُمكن ترتيبه في جهاز الاستخبارات السعودي المهمش, لأن المنطقة مُقبلة على اعصار مُدمر, ومقرن قد أضاع الكثير الفرص من خلال عبثه وعدم اهتمامه واللهث خلف ملذاته, ولم يعد هنالك متسع من الوقت للهو والعربدة.
ولكن السؤال المطروح هو هل سيفلح بندر بن أبيه ليُصلح ما أفسده الدهر وعاث به عمه مقرن؟
نعم سيفلح بندر وبجدارة في فتح بعض الملفات العالقة في المنطقة, وسيُخفق في البعض الآخر منها, فهو مثلاً قادر على تفجير الوضع الداخلي في لبنان, لأن اللبنانيين هم أصلاً على حافة الحرب وكل ما يحتاجونه هو فقط تمويل ودعم مالي وشحن وإيصال أسلحة القتل ثم اشعال شرارة بسيطة لتستعر طوائف لبنان بمن فيها.
وكذلك هو قادر على تحويل سوريا المُترنحة إلى مشروع صومال جديد, لأن بندر هو أصلاً متهم من قبل أجهزة النظام السوري بأنه يقف وراء التخريب والتدمير الحاصل هناك, وهاهو الآن يمسك بتلابيب منصب رئاسة الاستخبارات, فما الذي سيخسره بندر حينما سيُحقق أمنية نظام بشار الأسد؟
وسيحاول بندر أن يُعيد الأوضاع في العراق إلى ما كانت عليه قبل انسحاب الأمريكان, من قتال طائفي وسيارات مفخخات وتهجير سكاني وصراع اثني وطائفي بين العراقيين, لكنه سيفشل في نهاية المطاف, والسبب أن آل سعود وحكومات المنطقة الخضراء كلاهما صناعة أمريكية بامتياز, ولهذا ستقف أمريكا بينهما على الحياد وتتركهم ينهكون بعضهم البعض ثم تأمرهم بالكف عن الصراع والجلوس على طاولة المُصالحة, ناهيك عن أن حكومات المنطقة لخضراء مدعومة أصلاً من قبل ملالي طهران, وعليه سيكون موقف عملاء المنطقة الخضراء أقوى من موقف عملاء الدرعية, ولهذا سيفشل بندر في مشروعه داخل العراق, لكنه سينجح حتماً في جر اليمن الجريح إلى حرب أهلية, حيث سيجعل من اليمن ملل ونحل ومناطق ودول, مادام لآل سعود مواطئ قدم هناك.
وسيسعى بندر جاهداً لإثارة القلاقل والتمرد في داخل إقليم الأحواز العربي, وسيحاول تكرار السيناريو في بعض أقاليم إيران المتمردة كـ بلوشستان, محاولاً نقل الاضطرابات المذهبية إلى داخل العمق إيران, وهي بداية للمواجهة العسكرية بين أحفاد مرخان وملالي طهران, والتي لابد من وقوعها مهما تأخرت ساعتها, والتي ستستنزف الطرفين معاً وهو أمر محمود, فاللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
طبعاً سيصب أمر تعيين بندر بمنصب رئاسة الاستخبارات في صالح الأخ خالد بن سلطان, وسيقوي من مكانته ووضعه القلق في وزارة الدفاع, حيث سيكون حزب أبناء سلطان قوي بما فيه الكفاية لكي يتنافس مع بقية الاحزاب, كحزب أبناء عبد الله وحزب أبناء نايف وحزب أبناء سلمان لاحقاً, لأن الصراع الأسري السعودي القادم سيكون صراعاً نوعياً بين أحفاد عبد العزيز أنفسهم, وسيقضي على مبدأ التصنيف والتخندق القديم, حيث سيتنافس أحفاد السديرية مثلاً فيما بينهم قبل أن يتنافسوا مع ألآخرين, وسيكون التنافس محموماً وربما سيؤدي لاندلاع صراع دموي خصوصاً بين أولئك الذين لديهم ميليشيات عسكرية موالية لهم, أي بين متعب بن عبد الله ومعه الحرس الوطني من جهة وبين محمد بن نايف ومعه قوات الأمن والطوارئ والشرطة من جهة, وبين خالد بن سلطان ومعه تشكيلات الجيش من جهة أخرى.
وسيبقى الترس بندر وحتى عمه مقرن هم مجرد أدوات وبيادق رخيصة في عجلة ذلك الصراع القادم بين هؤلاء الأحفاد الطامحين.
إذن هاهو بندر بن أبيه يرجع نادماً للصف المرخاني, ويعود مُجدداً لميدان إثارة الفتن وحياكة المؤامرات بعد غيبة واختفاء وإقصاء مؤقت, فانتظروا المفاجئات الدموية القادمة, لأن الحرب باتت على الأبواب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2012-07-23

هناك تعليق واحد:

  1. اعتقد ياسعود عزل مقرن ووضع بندر وزيراً للاستخبارات

    هي مقدمة لعزل خالد بن سلطان قريباً

    ردحذف