أسوء نظامين طائفيين عنصريين عرفهما التاريخ المُعاصر هما نظام أحفاد مرخان في درعية الغدر والخيانة ونظام الملالي في طهران
تتعيش السعودية الوهابية وإيران الفارسية على مبدأ تأجيج الفتن الطائفية ولو تركا لعبة تأليب المذاهب لسقطا وانهارا سريعاً
حينما يخرج مُعارضو آل سعود على قناة العالم يتهمونهم بالعمالة لإيران وعندما يستقبل نايف مُصلحي يصفونه بأسد الُسنة!
ومقرن ولد بركة كاد يطير من الفرح لأن الأمريكان فوضوه للتفاهم مع الإيرانيين بخصوص طائرة التجسس الأمريكية التي جنحت
أسوأ حالة أو أشد نوبة اضطرابية تمر فيها الأمة العربية والإسلامية في هذا الوقت العصيب هي هستيريا التأجيج المذهبي, أو العصبية الطائفية, وتلك النوبة السعارية تعطي للمُحركين لها شحناً ومكانة مرموقة وتمنحهم دفعات قوية وتمكنهم بسهولة من استغفال الجماهير الموتورة وذلك من خلال اللعب على العواطف الدينية والعزف على وتر المذهبية الموغلة حتى يصل الأمر إلى تأجيج الفتن الطائفية في المنطقة في سبيل تحقيق أهداف سياسية مصلحية محدودة تخدم أنظمة الحكم القائم في المنطقة.
فكل قائد حزب سياسي أو صاحب تنظيم حقوقي أو تجمع نقابي أو حتى زعيم حركة فكرية, سيجد صعوبة بالغة في إيجاد جمهور أو مؤيدين له, أو العثور على أدوات فعالة للتسويق لبرنامجه, وسيواجه عقبات كأداء كثيرة في التغلغل إلى داخل تكوينات المُجتمع, وسيضطر لبذل المزيد من الجهود المُضنية لاختراق عقول الجماهير لكي يقنعهم بجدوى برنامجه السياسي أو توجهه الفكري, بينما الزعيم الطائفي أو الشيخ المذهبي لن يحتاج لأي جهد يُذكر في تأجيج مشاعر الجماهير وكسب ألبابهم, فما عليه إلا أن يستحضر الماضي غير التليد ويجتر وقائع التاريخ الدموية ويُصرخ إما بكلمة التكبير (الله أكبر) أو بالهتاف بالقول (لبيك يا حسين), وحينها سيُجيش خلفه الملايين من المُخدرين والمُضطربين نفسياً.
ولهذا فإن الحروب الطائفية والمذهبية عادة ما يسهل إذكاء سعيرها, لأن جمرتها الخبيثة لم ولن تخفت أبداً وشعلتها لن تنطفئ ما دام هنالك من يشحنها ويقدحها وستبقى جذوة نيرانها تستعر تحت الرماد كالبركان الخامد, وفي حال تحريك وتهييج تلك النار الهامدة سوف تحرق الجميع وتلتهم الأخضر واليابس, وحينها سيصعب على الجميع وحتى على من أشعل تلك النيران إطفاء ألسنتها.
وأوربا ومعها الغرب سبق وأن جربوا تلك الحروب الطائفية - المذهبية البغيضة ما بين الكاثوليك والبروتستانت, ودفعوا ضريبة باهظة من دماء شعوبهم, ولهذا هم أكثر من يُدرك خطورة تلك الحروب المذهبية الدموية الطاحنة, ومع هذا فهم يذكون نيرانها في منطقتنا لغرض السيطرة وتشتيت الجهود.
ونحن اليوم أمام نظامين طائفيين مذهبيين اقصائيين مُترنحين, يُحاول كل نظام منهما تسجيل نقاط على حساب النظام الآخر, من خلال إذكاء نيران الطائفية في المنطقة.
وهنا أقصد النظامان المذهبيان السعودي ورديفه النظام الإيراني, فهذان النظامان الأفاقان يستخدمان الدين كوسيلة رخيصة لتحقيق مآربهما الخبيثة ويتخذان المذهب كغطاء نفاقي لتسويق الأهداف السياسية لكل منهما.
فأحفاد مرخان - آل سعود يزعمون أنهم دولة ألسُنة الوحيدة في العالم وأنهم قلعة التوحيد الصامدة في وجه أعداء التوحيد من الكفار والروافض والمُبتدعة, وأنهم خدام الحرمين الشريفين وحُماة ألسُنة وأنهم يطبقون الشرع الإسلامي بحذافيره, وهم كذبة دجالون أفاقون وعملاء صغار للغرب وخدم وأتباع مُمتهنين للصهيوأمريكية.
وكلنا يذكر كيف فرضوا حظراً جوياً على العراق مع أمريكا وبريطانيا, لغرض حماية الشيعة في جنوب العراق كما زعموا في حينه!
وكيف ذهب كبيرهم الذي علمهم الغباء والحمق أو بالأحرى مهبولهم الأـيس عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, وشد رحاله صوب الفاتيكان وهو صاغر ذليل لكي يُهدي سيده البابا بنديكتوس الـ 16 سيفاً عربياً ذهبياً مُرصعاً بالأحجار الكريمة, جزاءاً وتكريماً له على ما تفوه به ضد الإسلام وضد نبي الرحمة, وذلك بعد أن نعت الدين الإسلامي بالدين الدموي الذي أرغم الناس على الدخول إليه بحد السيف, وشكك وسخر من نبوة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام!
ولا حاجة في الاستزادة عن الدور التآمري الخياني لآل سعود في تدمير أفغانستان والعراق, والمُتاجرة في القضية الفلسطينية التي تمخضت عن مُبادرة الأطرم عبد الله مع ابن جلدته اليهودي توماس فريدمان, والتي مازالت مسدوحة على الطاولة تنتظر موافقة أشقاء أحفاد مرخان في تل أبيب.
أما ملالي طهران أصحاب شعارات الدجل (الموت لأمريكا) فهم يعتبرون أمريكا الشيطان الأكبر في لبنان أو بألأحرى (شيتانون أجبر), وأما في العراق فإن العاهرة أمريكا هي ملاكٌ الرحمة الأكبر للشيعة!!
ولهذا فأجندة ملالي طهران لا تختلف عن أجندة أحفاد مرخان إلا في اسم المذهب الذي يمتطونه, فكلاهما يُريد أن يكسب ود واشنطن ويُعمر في كرسيه, وأما استغلال إيران للطائفية والمذهبية رغم فارسيتها الطاغية أمر لا يخفى على العقلاء, فهم مُحتالون أيضاً يُتاجرون بمأساة معركة الطف في كربلاء ويتخذون من دم سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي رضي الله عنهم وأرضاهم, كشماعة للبكاء على أطلال كسرى, وذرف دموع التماسيح ليُعيدوا أمجاد بني ساسان الغابرة, وهم يكرهون العنصر العربي ويتعالون عليهم, ومع هذا يُزايدون على العرب في حب آل البيت!!
إذن نحنُ أمام بؤرتين مذهبيتين عفنتين تستغلان حماسة وتعصب أتباع المذاهب من السُذج أبشع استغلال لتحقيق المصالح السياسية والمآرب الشخصية, وكما قلت فإن اللعب على وتر الطائفية لن يحتاج إلى وضع استراتيجيات أو إلى أموال طائلة أو إلى إمكانات أو جهود مُضنية, كل ما تحتاجه تلك الأنظمة الخبيثة هو محطات فضائية دينية مذهبية موجهة, وشيخ سلفي مُلتحي هنا, وسيد مُعمم أو مُلا هناك, ويبدأ الردح بين أزلام النظامين, ومن ثم يُستحضر الماضي الأسود ويُجتر التاريخ المُلطخ بالدماء, وكل طرف يُحاول أن يُجيره لصالحه, فيؤجج الأتباع وتُثار حماسة الجهلاء من الطرفين.
فتجد فضائيات إيران المذهبية تبدأ بنبش الماضي وتعيد سرد التاريخ الإسلامي وفق النظرة الشيعية, ثم تتدرج بالإساءة إلى الصحابة, ثم يشتمون أهل الُسنة والجماعة ويطلقون عليهم مُصطلح النواصب.
وبالمُقابل نرى الفضائيات السعودية وهي تعزف على وتر الخطر الشيعي الداهم, وتذكر بما قاله عنهم السلف الصالح, وتطلق على الشيعة مُصطلح الروافض, وتنعتهم بأتباع إيران.
وهنا يبدأ التخندق والتعصب وكل فريق سيتجه مُرغماً إلى التكتل والانضواء تحت راية طائفته ويحتمي بأتباع مذهبه, وهنا سيضطر هؤلاء الأتباع المُغيبون وكل حسب مذهبه إلى الارتماء بأحضان طهران أو التولي نحو أحضان آل سعود.
ولهذا لن تستغرب حينما تجد مواطناً عراقياً (سُنياً) من الأنبار على سبيل المثال يعتقد واهماً أن الخونة آل سعود هُم حماة السُنة!!
وكذلك لن تستغرب حينما تجد مواطنًاً عراقياً آخر (شيعياً) من كربلاء على سبيل المثال يعتقد أن ملالي إيران هُم حُماة الشيعة!!
والسبب في تخندق هؤلاء العراقيين المنكوبين كمثال أو أنموذج للوضع المذهبي الحالي, هو بسبب التخندق الطائفي وبسبب التدخل الإيراني والسعودي السافر في شؤون العراق, فإيران تمول الأحزاب العراقية الشيعية ذات المرجعية الإيرانية كـ حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي, وكذلك تدعم الميلشيات الشيعية.
والسعودية مولت أطراف سُنية كـ غازي الياور والحزب الإسلامي الذين شاركا في حكومات بريمر, وكذلك دعمت مشروع الصحوات ومشايخ الأنبار بالمال والسلاح لكي يتعانوا مع الغزاة الأمريكان.
ويذكر لي أحد الإخوة ألسُنة من قبيلة دليم, كان ضابطاً سابقاً في عهد صدام حسين, وقد انشق عليه بعد حرب الكويت, وانضم لفصائل المُعارضة العراقية في الخارج في بداية التسعينيات, فيقول لي :
أنهُ قد دعي في إحدى المرات إلى السعودية مع أفراد المُعارضة العراقية الشيعية, حينما كانت السعودية تمول أطراف المُعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين ألسُني, وكانت إذاعة صوت العراق الحُر تبث من جدة, في عهد رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل.
ويقول صديقي الدليمي هذا, أن الاستخبارات السعودية كانت تُسكنهم في فندق خاص يُدعى (فندق صلاح الدين) في الرياض, وكانت تهتم وتُنسق مع أطراف في المُعارضة العراقية الشيعية فقط, بينما تتجاهلهم لأنهم كانوا من أهل ألسُنة والجماعة!!
ولما سألته عن السبب؟
أخبرني : أن السعوديون كانوا لا يثقون بأهل السُنة في العراق ويظنون أن مُعارضتهم لصدام ليست حقيقية مثل المُعارضة الشيعية التي تسعى بجدية لقلع صدام, ولهذا كانوا يفضلون التعامل مع المُعارضة الشيعية فقط ويتجاهلون ألسُنة منهم, وقد مولوهم بملايين الدولارات, بينما المُعارضة السُنية لم تستلم منهم ولا هللة.
ولهذا كنتُ دائماً أنصح أولئك السذج والمُضللين من أهل الأنبار أن لا تراهنوا على دعم آل سعود لكم لأنهم مُستعدون لأن يبيعوكم بـ شروى نقير في سبيل رضا ماما أمريكا, والحقيقة المُرة أن آل سعود هم عدوهم الرئيسي لأنهم هم من ساهم بشكل فعال في تدمير العراق, وهم من اشتروا ذمم زعماء قبائلهم بالمال فشكلوا الصحوات وسلموا رقابهم للاحتلال وأذنابه.
إذن آل سعود لا يأبهون بالإسلام ولا حتى بتفصيلات المذاهب, فهم مُستعدون للتعاون مع إبليس إذا ما اتفقت مصلحتهم معه.
والدليل على كلامي هو دعمهم لـ أياد علاوي بملايين الدولارات في الانتخابات السابقة في العراق, مع أن أياد علاوي كان شيعياً وليس سُنياً وهو ابن خالة لـ أحمد الجلبي.
فعن أي سُنة يتحدث هؤلاء الحمقى المغفلون!؟
وكنت أنصح أيضاً بالمُقابل ومن خلال كتاباتي بعض الإخوة البحرينيين أن اعتمدوا على أنفسكم ولا تراهنوا على الدعم الإيراني, لأن إيران مُستعدة لأن تبيعهم بـ قشر بصل في سبيل مصالحها الخاصة, ولا تظنوا أن إيران ستنفعكم أو تدعمكم بدافع أنكم شيعة وأبناء مذهبها, بل تُريد أن تستغلكم وتفاوض مع أمريكا من خلال الملف البحريني لتحقيق مصالحها القومية الخاصة.
والمُشكلة أن إيران أصبحت بُعبعاً مُخيفاً للبعض بسبب العجز والرهبة وقلة الحيلة, وقد نجح آل سعود في جعل إيران هاجس أو تُهمة تُلاحق كل من يتحدى النظام السعودي كما نجحوا في نعت كل من يُخالفهم من المواطنين بالإرهاب, وباتت تُهمة التشيع والرفض جاهزة لكل من يُغرد خارج السرب السلولي.
فنرى مثلاً مشايخ السلطة السعوديون وسلاتيحهم يتهمون كل من يفضح آل سعود ويكشف تآمرهم بأنهُ إرهابي خارجي, ويرمون بكل من يكشف زيف التدين السعودي بأنه شيعي رافضي, بل لا يتورعون في اتهام المُعارضة للنظام السعودي بأنهم روافض فقط لأن هؤلاء لم يجدوا منبراً غير قناة العالم الإيرانية للتعبير عن آرائهم.
ولو سألت هؤلاء الإمعات لماذا تتهمون المُعارضة بأنهم روافض فقط لأنهم خرجوا في برنامج على قناة العالم الإيرانية, ولا تتهمون مشايخ السلطة السعوديين وموظفيهم عندما يظهرون تباعاً على نفس القناة الإيرانية, مع أن النظام السعودي يملك مئات القنوات الفضائية!؟
سوف يخرس هؤلاء ولن يُجيبوا لأنهم أدوات مُبرمجة مهمتها أن تُلقي التهم المُعلبة وتفر, لأن عملية التقيؤ لا تحتاج إلى جهد فكري.
والمُضحك فعلاً في عقلية تلك الجحوش السعودية المُهجنة والمُدجنة, أنهم وبكل وقاحة يُطلقون على سفاح الداخلية وتلميذ السي آي أيه النجيب, نايف بن عبد العزيز لقب "أسد ألسُنة" ولا أدري ما هي علاقة هذا الضربون الدموي بأهل ألسُنة والجماعة؟
وحتى لا يغضب مني سلاتيح وزارة الداخلية فإن حيوان الأسد والضربون كلاهما يشبه القط وإن اختلفا في الصفات والتصرفات, ولكن الفرق أن الضربون خراط ضراط من الدرجة الأولى, أي (طقوع ٍأمسح).
والضربون نايف هو الذي برع في التعذيب والتنكيل بأهل ألسُنة والجماعة, وهو الذي ملأ السجون والمُعتقلات بآلاف المواطنين الأغيار وأبدع في اعتقال الشرفاء والأطهار من المشايخ والمُفكرين وأصحاب الرأي, وحول مُجتمع بلاد الحرمين الشريفين إلى مُجتمع بوليسي يتجسس الابن على أبيه والأخ على أخيه, وجعل من النساء مشاريع تلصص وتنصت على حرائر نساء وتستخدم ككمائن للإيقاع بالرجال.
ولا يتوقف هؤلاء الأذناب المُطبلون لبطولات ضربونهم الوهمية الداعمة لأهل السُنة والقامعة للروافض كما يزعمون, وبنفس الوقت لم يكفوا عن اتهام كل من يُعري هذا السفاح السعودي الدموي, بأنهُ رافضي مدسوس أو مدعوم من قبل إيران, ولكن لم يدر بخلد هؤلاء التعساء أن من يصفونهم ببغال الروافض كانوا ليلة البارحة في ضيافة ضربون ألسُنة العتيد, وقد مر هذا الخبر وسط صمت جامي سلتوحي رهيب!
فلماذا عندما يتملق آل سعود ويتزلفوا للإيرانيين كما حصل مع رافسنجاني وخاتمي, ويحصل الآن يُعتبر هذا عملاً مشروعاً ولا يُخالف العقيدة الوهابية النقية في نظر جامية وسلاتيح آل سعود, وينسون أنهم ما برحوا ينعتون هؤلاء الإيرانيين ببغال الروافض وأنهم أبناء المُتعة ووو الخ, وبالمُقابل يشنعون على كل من يقول كلمة حق عابرة في حق هؤلاء القوم, ويتهمون خصوم النظام بأنهم روافض على الشبهة فقط ودون أي دليل على كلامهم!
ولماذا إذن يُتهم أهل القطيف بالعمالة والولاء لإيران عندما يخرجوا مُحتجين ويُطالبوا بإطلاق سراح سجنائهم, ولا يُتهم آل سعود بالولاء والعمالة لطهران عندما يستقبلوا وزير الاستخبارات الإٌيراني حيدر مُصلحي وأعضاء وفده بالأحضان!
فليُعطينا هؤلاء الأذناب المكلفون بالنفاح والنباح عن حياض ولاة خمورهم السعوديون رأيهم الصريح في ضربون ألسُنة نايف بن عبد العزيز وهو يستقبل وزير الاستخبارات الإيراني مُصلحي, ويخبرونا هل احتفاء سيدهم نايف بتلك الطريقة بوزير الاستخبارات الإيراني, سيجعل نايف بنظرهم رافضياً وابن مُتعة وجحش من جحوش إيران؟
لننتظر رد زلايب آل سعود ونعرف بعدها ما هو تصنيفهم لسيدهم ضربون ألسُنة نايف.
بقي أن أذكر أن مقرن ولد بركة ظهر وهو فرح وغير مُصدق أنهُ يتعامل مع الإيرانيين وجهاً لوجه, عقدة النقص مُستأصلة في نفس هذا المسكين, فهو لم يتوقع أن تُكلفه واشنطن بمهمة الوساطة لدى إيران لغرض استرجاع طائرة التجسس الأمريكية التي جنحت قبل أيام على الأراضي لإيرانية.
فأمريكا مُحرجة من تلك الحادثة, وكرامتها تأبى عليها أن تتفاوض عبر وسائل الإعلام مع الإيرانيين في مسألة استرجاع تلك الطائرة, وخصوصاً أن الملفات بين واشنطن وطهران لم تُحسم بعد, وكعادة الأمريكان فقد أوعزوا لكلاب صيدهم في لسعودية ليقوموا بهذه المهمة الخدمية بالنيابة عنهم.
وقد تم إعطاء مقرن ولد بركة الضوء الأخضر من قبل واشنطن ليقوم بدور الوساطة والتفاهم مع الإيرانيين لحل أزمة طائرة التجسس, فواشنطن تخشى أن تبيع إيران أسرار تلك الطائرة المُتقدمة للروس أو للصينيين, ولهذا نجد مقرن على غير العادة يشعر بالنشاط والحيوية وظهر وهو منفرج الأسارير لأنهُ لأول مرة منذ أن تسلم منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودي, بإمكانه الآن أن يُقدم خدمة جليلة لسادته في البيت ألأبيض, إذن فمن حق مقرن أن ينشي اليوم ويعمر الطاسة بعد أن أصبح له أهمية في نظر الأمريكان.
بقي أن أُذكر مقرن ولد بركة بأمر خاص بيني وبينه, بما أن وزير الاستخبارات الإيرانية موجود الآن في الرياض بضيافة ضربون ألسُنة السعودي, ولأن الشيء بالشيء يُذكر, فما هي أخبار ضابط المُخابرات الإيراني المزعوم مهرازي, الذي زعمتم أنهُ أنشق وأنهُ كشف لكم أن الاستخبارات الإيرانية تمول للمعارضة في الخارج, وما هي أخبار تلك الصحيفة الأوربية التي ستكشف التفاصيل؟
وأخيراً أقول لسلاتيح نايف وجاميته الذين أشغلونا بمواقف وفتوحات ضربونهم السُنية, ما هو رأيكم الآن بلقاء الأحبة الذي تم في قلعة التوحيد السلفية في الرياض؟
ويا ترَ بأي لغة تم التفاهم بين ضربون ألسُنة وبغال الرافضة؟
أتوقع أن ضربون ألسُنة بادئهم حسب عقيدة السلف بالقول :
جتوري أهوالا شيما؟
فردوا عليه بغال الرافضة حسب عقيدة الرفض بالقول :
خيلي خوبه!
وأنا أقول للاثنين معاً :
خاك تو سرت!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2011-12-13