الأحد، 11 ديسمبر 2011

آل سعود عندما يَتوترون ويُتوترون!

يا معشر التويتريون افرنقعوا عن تويتر وأفسحوا المجال لسموه ودعوه يُغرد لوحده دون تنغيص أو تشويش!
شعار آل سعود الدائم (إما ألعب أو أخرب عليكم الملعب) فكلما غضب أحد الأمراء هددهم باللجوء إلى موقع تويتر
تخيل أن يُصنف عبد العزيز بن فهد من أوائل المتفوقين في الثانوية العامة وهو يجهل أبسط قواعد الأبجدية!
التغريد أو التوترة على وزن القوقلة من (قوقل\غوغل), والبعض يٌسميها "تويتة" استسهالاً وتحبباً, باتت من أدوات ومُصطلحات التقنية الحديثة على الشبكة العنكبوتية, فالجميع بات يُغرد ويشدو ويكسر تابو المحرمات السياسية على صفحات الموقع الاجتماعي الشهير Twitter والذي قام بدوره في سحب البساط من تحت أقدام كل المواقع الحوارية الأخرى وأصبح منبراً حراً للتنظير والتغريد خارج سرب الأنظمة الحاكمة, وبات مكاناً للتنفيس والبوح بكل المكنونات والأفكار, فلا خطوط حمراء ولا حواجز ولا تقييد ولا لجم ولا تابوهات مُحرمة في فضاء "تويتر" الفسيح.
وحسب رأيي فإن موقع "تويتر" قد أتاح الفرصة للجميع دون استثناء في أن يبرزوا قضاياهم ويُظهروا آرائهم ويعبروا عن معتقداتهم دون قيود أو شروط أو إملاءات, وبنفس الوقت سرعان ما تمت غربلة فئات الجهلة والمُتطفلين, لأن آلية تويتر لا تمنح الحياة طويلاً لجموع المُتخلفين والمُتنطعين ممن ليس لديهم أبسط أدوات التعبير وأهمها وهي الأبجدية الصحيحة, ولهذا كان "تويتر" منبراً حقيقياً لمن لا منبر له, رغم بعض التشويش والتكدير من قبل تشكيلات طبق البيض الفاسد (مُصطلح يُطلق على المشوشين من أتباع الأنظمة) الذين يملئون بعض الصفحات بصفة خلايا نائمة أو مُتابع صامت ومراقب يترصد أو من خلال المُحاولات الحثيثة لتغيير مسار المواضيع.
وآلية "تويتر" وإن كانت سهلة لكنها مُمتنعة, فتجد البعض يريد أن يملأ عدة صفحات ليُعبر عن فكرته, والبعض الآخر لديه من الخواء الفكري والجفاف اللغوي والفراغ الأبجدي بحيث يعجز عن تدوين جملة مفيدة واحدة يُعبر فيها عن رأيه دون أغلاط.
وهنا تكمن أهمية وحكمة تويتر, فآلية تويتر وضعت لفئة مُعينة من المُتعلمين فقط, واختصرت التعليق أو التغريدة الواحدة بـ 140 حرفاً فقط, وعليك أن تختزل فكرتك بأكملها والتي ربما تملأ صفحة كاملة, في حروف معدودة بحيث لا تتجاوز السطرين فقط.
هنا يُصبح "تويتر" عبارة عن منبر نخبوي يُصبح بمثابة مراقب خفي أو رادار راصد أو جهاز كاشف يستطيع القارئ أو المُتابع من خلاله وبكل بساطة معرفة ضحالة أو مدى إطلاع العضو أو الشخص المَعني الذي يُتابعه.
ففي "تويتر" لا يوجد مٌشرفون مُحابون يميلون نحو جهة ضد أخرى, ولا يوجد مُساعدين وأعوان, ولا ينفع الترقيع أو الترتيق, ولا يوجد ميك آب للتجميل أو خاصية القص واللصق, ولا يُمكن عمل مونتاج أو تغيير الحقائق, لأنها ستكون مُباشرة للجمهور.
لهذا فإن الولوج في عالم "تويتر" يتطلب معرفة في التعبير ولابد أن يكون ذلك النشاط والتفاعل الشخصي من قبل صاحب الحساب نفسه, وليس بجهود بديلة أو إدارة بالنيابة, ولهذا لاحظنا كيف سخر المُتابعين من كثرة الأخطاء الإملائية في ردود الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية, حينها برر الأمير أو اعتذر قائلاً : أنهُ كان يُملي الردود على أبنائه وبناته وهم من يكتبون بالنيابة عنه في الصفحة, تملصاً من حرج الأخطاء اللغوية والنحوية.
وربما لا يُلام طلال بن عبد العزيز حتى وإن كان هو من يقوم بالرد مُباشرة على الأسئلة, بسبب كبر سنه وعدم خبرته بآليات التقنية الحديثة, ولكن الطامة الكبرى تكمن في ردود الأمير السعودي الشاب (عبد العزيز بن فهد), الذي كشف للجمهور عن خواء فكري وجهل تام بأبسط قواعد الأبجدية, حيث باشر هو الآخر بافتتاح صفحة خاصة به على موقع "تويتر", لكي يتواصل مع الجمهور.
فإذا بسموه يكتب : ولكن = ولاكن
ويكتب : على بصيغة = علا
ويكتب : إن شاء الله = انشاء الله
ويكتب : أتمنى = أتمنا
ويكتب : كلمة = كلمت
ويكتب : الشجعانِ في بيت للمُتنبي وهي بكسر النون = الشجعاني
وهنالك هفوات وأخطاء كثيرة ومُثيرة, لا تُعد ولا تُحصى في صفحته, وبالنسبة للأخطاء النحوية فكلنا نُخطئ في قواعد اللغة العربية, لكن سموه يُخطئ حتى في كتابة الأبجدية, علماً أن عبد العزيز بن فهد صُنف من أوائل المتفوقين على أقرانه وعلى عموم المدارس السعودية, عندما تخرج من الثانوية العامة!!
وكل هذا يهون أمام الادعاء الفاضح بالتدين والتلبس بمسوح التقى والزهد والظهور بمظهر الداعية الإسلامي الحريص على مصلحة الأمة والداعي إلى نصرة الإسلام والمُسلمين, وكيف يُحاول عبد العزيز بن فهد أن يوحي للمُتابعين ويظهر نفسه كطالب علم شرعي عتيد يُجالس العلماء وأنهُ كان أحد تلامذة عبد العزيز بن باز, وكيف كان ابن باز يُرسل له ولده بقائمة بأسماء المساجد لغرض تمويلها!
وكأن الجمهور لا نعرف من هو عبد العزيز بن فهد, ولا يعلم عن عدد قصور سموه, وأنهم لم نطلعوا على القضية المرفوعة ضده في فرنسا, ولأي سبب؟
وكأن مجموعة قنوات الأم بي سي الفضائية التي يمولها سموه ويُديرها أخواله من إمارة دبي, تبث لنا آيات من الذكر الحكيم, وأن الـ MBC 2 و3 و4 والـ MIX MBC وِACTION MBC تدعو الشعوب الغربية لاعتناق الإسلام, وأن كادر قناة العربية هم خريجو مدرسة ابن باز وابن عثيمين!
وبالمُناسبة لا تقتصر تلك الصفة الخنفشارية على عبد العزيز بن فهد وحده, فأغلب آل سعود عندما يظهروا على الجمهور يطرحوا أنفسهم كدعاة إسلاميين, ويتلبسوا بثياب العُباد الزُهاد المُتنسكين, وتجدهم يتشدقون بتعاليم التدين الزائف, ويبدؤوا في طرق أساليب دعائية مُضحكة ويجتروا المُصطلحات اللغوية المعهودة, كالقول عليكم بتطبيق الكتاب والسُنة, وعليكم بالتوحيد الصحيح والنية الصافية والنقاء في العقيدة والصفاء في الدين, وكأنك تستمع لدعاية مسحوق غسيل!
حتى أنهم يذكروني بمقولة طريفة للسياسي النمساوي يورج هايدر, حيث كان يُعلق يوماً على زعيم الصهاينة في النمسا ويُدعى آريال موزيكانت, فقال هايدر :
"إلى أنهُ لا يفهم كيف أن شخص يسمى بآريال (وهو اسم لإحدى منظفات الغسيل) وقد جمع الكثير من القذارة، موحياً بطرقه الملتوية في تجارة العقارات".
وأنا لا أفهم كيف لأشخاص يتنطعون بتطبيق الإسلام بحذافيره, ويتبجحون في الحديث عن النقاء والصفاء في أصول العقيدة ويزايدون في الحرص على الإسلام وهم يروجون لأعداء العرب والمُسلمين ويسوقون للدعارة الإعلامية!؟
ونفس الشيء ينطبق على الأمير السعودي الآخر عبد الرحمن بن مساعد, الذي كان في السابق يبتدئ كل أمسياته الشعرية بتلاوة آية قرآنية لكسب ود المطاوعة المُتدينين في حينه, وذلك حينما كانت الحرب في أفغانستان حرب مُشرعنة سعودياً لأنها كانت في الفقه السعودي جهاداً ضد الروس, ولما بدأت تداعيات أحداث سبتمبر قلب لهم ظهر المجن, وقرر ركوب موجة كرة القدم, وأصبح رئيساً لنادي الهلال السعودي, ليكسب ود وقلوب الشباب المهووسين بداء الكُرة.
فهو الآخر افتتح صفحة شخصية قبل عدة أشهر على موقع "تيوتر" لكي يتواصل مع جمهوره, وليته بقي يدور في فلك كُرة القدم وترك السياسة لأهلها وصمت قبل أن يُعلق على سؤال لأحد المُتابعين له, الذي قال له :
"من يسدد فواتيركم، ومصاريف رحلاتكم الصيفية؟ وبما أن آل سعود فيهم الرديء على قولتك هل الرديء هذا ساكن في شقه بالإيجار؟".
فرد عبد الرحمن بن مساعد : "نعم فهنالك من آل سعود ناس ساكنين بالإيجار وعددهم ليس قليلاً، وهذا لا يمنع أن العكس تماماً موجود ".
فأصبح سمو الأمير أضحوكة للجمهور, حتى صُنفت كلمته الشهيرة تلك من ضمن أسوء 10 تصريحات لمسؤولين سعوديين في تاريخ السعودية.
ربما كان الأمير يقصد أن عمه الأمير تركي بن عبد العزيز يسكن بالإيجار في فنادق مصر الراقية, وكل مرة يُبدل فندق بآخر جديد بعد أن يُثير المشاكل ويعتدي على المواطنين المصريين, حيث يُكلف إيجار تلك الأجنحة الملكية الفاخرة في الفنادق المصرية الراقية ملايين الدولارات من ميزانية الدولة.
لا أدري لما يُحاول آل سعود الظهور بمظهر الورع والفضيلة والتُقى والنزاهة والشرف, وكل الشواهد تنفي عنهم تلك الصفات الحميدة!
ولا أعرف لماذا يورط بعض أفراد آل سعود أنفسهم ويخوضوا تجربة فاشلة ومبٌاشرة مع الجمهور الذي لم تعد تنطلي عليه ألاعيب الإعلام الحكومي, كالخوض في تجربة "تويتر" مثلاً, وهم لا يملكون أدنى المقومات ولا حتى أبسط أدوات الحوار, وهو إتقان مبادئ اللغة العربية السليمة, فلما يُصر هؤلاء السعوديون في أن يُحرجوا أنفسهم أمام الملأ؟
يبدو لي أن موقع تويتر أصبح حضناً دافئاً وملاذاً آمناً لبعض الأمراء السعوديين المنبوذين والناقمين على بقية الأمراء النافذين, وبات يُشكل وسيلة للتخاطب مع الجمهور وبث اللوعات والشكوى لهم, إما بسبب ظلم ذوي القربى أو سبب وجع الأمراض الفتاكة, فكلما غضب أمير من آل سعود على أفراد من أسرته أو توتر أحدهم على إخوته غير الأشقاء لوح لهم بالولوج إلى عالم تويتر.
وعبد العزيز بن فهد يُعاني من عدة أمراض تكالبت عليه ذكرها هو على صفحته الخاصة في "تويتر", منها مرض السل الرئوي الدرن أو السل الرئوي, وكذلك لديه انفراط في الديسك في فقرتين, فربما هذا هو السبب في دخوله إلى "تويتر" وهو ما دفعه للتحاور مع الجمهور لعله يجد عندهم العفو والغفران والمُسامحة خصوصاً وقد شارك في سلب أموالهم وتبذير ثرواتهم.
فلقد خبر العقلاء أطباع وسيكولوجية آل سعود جيداً, وأي أمير سعودي يأتي يتمسكن ويُحاول أن يتظاهر بمظاهر التقى والورع والإصلاح أو بالتلبس بلبوس الدين, فأعلم أنهُ يسعى لهدف خاص به, ولم يأتي حباً في صلاح العباد أو إصلاح البلاد, فهو لم يتجشم عناء تعليقات تويتر الساخرة لسواد عيون الشعب, فكل منهم يُغني على ليلاه.
المؤلم والمُخزي في تلك الصفحات السعودية الخاصة بالطبقة المخملية لهؤلاء الأمراء السعوديين الذين عجزوا عن التغريد بأريحية كبقية معاشر تويتر, فظهرت تعليقاتهم مشوهة تعزف نشازاً وخرجت أصواتهم مزعجة وغير مفهومة كنعيق الغربان, مع هذا امتلأت تلك الصفحات بآلاف المُتابعين والمُطبلين, والطامة أن أولئك المُتابعين لم يأتوا لغرض الاستماع لما سيقوله الأمير فلان أو سمو علان, بل انضم أغلبهم لغرض الاستجداء والتوسل إما لطلب المُساعدة المالية أو لأجل علاج أحد أفراد أسرته ممن انقطعت بهم السُبل, أو للعثور على وظيفة, أو لتوفير سكن أو لطلب سيارة, أو لدفع تكاليف حج أو لمنحة زواج!
وبالرغم من التعتيم الإعلامي السعودي والادعاءات الكاذبة عن البحبوحة في العيش والرخاء السعودي, كشف لنا أمراء آل سعود من خلال "تويتر" ودون أن يقصدوا أن الشعب يُعاني من ويلات العوز والفقر, والدليل أن 70% من الأسئلة الموجهة إلى سموهم كانت لطلب المعونة والمُساعدة, ناهيك عن الرسائل الخاصة التي أرسلت لهؤلاء الأمراء والتي لا يطلع عليها سواهم.
إذن نحن أمام استفتاء شعبي عام, مُحايد وشفاف شارك فيه الأمراء السعوديون دون أن يقصدوا, حيث أثبتت تلك الطلبات والمُناشدات المهولة من قبل أبناء الشعب لهؤلاء الأمراء المُتخمين ومن على صفحات "تويتر" أن الشعب ليس بخير وأنهم ليسوا محسودين على النعمة كما يتبجح آل سعود دائماً.
لأن المحسود والمغبوط على تلك النعم هم أسرة آل سعود والمُقربين منهم فقط.
والمُحرج فعلاً في ذلك التزاحم والتدافع الإلكتروني على صفحات الأمراء, هو إراقة ماء الوجه أمام الملأ للطلب من فلان وعلان المُساعدة بينما ينسى هؤلاء الإخوة أن تلك الطلبات والخدمات هي حقوق مشروعة لهم, وأنها تُنتزع انتزاعاً ولا تستجدى.
والسؤال الموجه لهؤلاء المُتهالكين على صفحات الأمراء, والذين حولوا صفحات آل سعود إلى أرشيف مَعاريض, ما هو شعوركم لو اتضح أن من تخاطبونهم عبر موقع "تويتر" هم ليسوا من تظنونهم أنهم من آل سعود؟
ونصيحتي لكل هؤلاء الإخوة الذين اضطرتهم ظروف الحياة الصعبة وأرغمتهم الحاجة إلى استجداء آل سعود, أنكم بدلاً من أن تهدروا كرامتكم وتريقوا ماء وجوهكم على صفحات "تويتر", أن قفوا صفاً واحداً في وجه آل سعود وقولوا لهم أين حقوقنا؟
لأن الحق يُنتزع ولا يُمنح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2011-12-06

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق