الجمعة، 6 أبريل 2012

هيلاري تبتز مزارع الخليج بمشروع الدرع الصاروخي المزعوم

سلط الله على آل سعود فجرعهم الذل والهوان من خلال غطرسة الأمريكيات نكاية بهم لاحتقارهم للمرأة
وبعد أن استنفذت واشنطن بعبع صدام عادت لتلعب مع إيران لعبة ليلى والذئب لإثارة هلع دجاجات الخليج
والدرع الصاروخي الأمريكي-الخليجي المُرتقب سيُخصص لحماية منابع البترول ولتحصين القواعد العسكرية فقط
يبدو أن أمريكا قد تعودت على سياسة الابتزاز وممارسة أساليب البلطجة لحكام الخليج مثلما يفعل بلاطجة الأنظمة العربية تماماً, وكل طاغية يُسلط الله عليه طاغية أكبر منه, وذلك من خلال إثارة هلع تلك الأنظمة الكارتونية وإرعابهم من خطر الجيران المُحدق, وسواء كان ذلك الخطر حقيقياً أو مفتعلاً فإن واشنطن لا يعنيها تقوية تلك الأنظمة المنخورة بقدر ما يهمها استحلاب دول الخليج وابتزاز أموال النفط المُكدسة التي تدخل الحسابات الخليجية ولكنها سرعان ما تعود إلى حسابات الشركات الأمريكية والغربية سواء كانت ثمناً للأسلحة المضروبة أو للسلع الاستهلاكية والكمالية.
وقد استطاعت الولايات المُتحدة الأمريكية من خلال سياسة التحريض وإثارة الهلع بأن تجعل من الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعبعاً مُرعباً لدويلات الخليج العربي خلال العقدين الماضيين, حيث نجحت واشنطن في تحريض جيران العراق على اضعاف النظام, ومن ثم لمحت لصدام حسين أنها غير معنية بحماية هؤلاء الرعاديد المُشاكسين, وحينما بلع صدام حسين الطعم ودخل الكويت, جاءت أمريكا لتلعب دور الأم الحانية تريزا, ثم من خلال ذلك البعبع العراقي استحلبت ترليونات الدولارات من الخزائن الخليجية في سبيل عقد صفقات أسلحة وطائرات وعتاد غير ذي جدوى.
وعندما زال الخطر (الصدامي) المزعوم على منابع البترول الخليجية, بدأ الخطر الإيراني يلوح في الأفق وكأنهم لأول يكتشفون أن هنالك جارة كبيرة طامحة اسمها إيران, وهذه المرة كان الخطر حقيقي وليس مُصطنعاً ولكن مع هذا استطاعت أمريكا بالتناغم مع إيران في ابتزاز البقرات الستة الحلوبة, وأصبح الخطر الإيراني أو البعبع النجادي هو الخطر الداهم على عروش الكراتين الخليجية.
وبدلاً من أن يقوم هؤلاء التيوس آل تعوس بمعالجة أخطاء عام 1990م, ويبدؤوا بإعداد جيش وطني ضارب وفعال وذلك من خلال تجنيد أكثر من مليون (سعودي) عاطل عن العمل, وإدخال هؤلاء الشباب في معسكرات تأهيلية تصقل لهم رجولتهم وتعيد كرامتهم وثقتهم بأنفسهم بدلاً من تحولهم إلى شباب اتكالي بائس تافه منقسم ما بين فئات (الكدش) و(الإيمو), فيصبحوا رجالاً أشداء وجنوداً أوفياء ويكونوا سداً منيعاً للبلاد, فتعتمد الأمة على أبنائها في الذود عن حماها بدلاً من الاستعانة بالمُجندات الأمريكية كلما حدث مكروه, ومع هذا يكابر آل سعود ويستمروا على البقاء في نفس الحظيرة الأمريكية, بل ويصروا في أن يتحصنوا تحت حماية البسطال الأمريكي مُفضلين الحماية الأجنبية على حماية أبناء الوطن!
والحقيقة لم أطلع في التاريخ على دولة أو كيان بقي مُعتمداً على هراوة أو حماية الأجنبي إلى ما لا نهاية, فحتى كيان إسرائيل المسخ استطاع خلال فترة وجيزة أن يعتمد على قدراته الذاتية وأن يحمي حدود كيانه من خلال جيشه الخليط من المُرتزقة والمُهاجرين, باستثناء نظام آل سعود المُستخذى ومن هم على شاكلته فقد أدمنوا على الحماية الأجنبية مهما كانت تكلفتها!
ولهذا فإن فاتورة الحماية الخارجية تلك لن تكون سهلة بل مُكلفة جداً, فأنت حينما تُسلم مسؤولية حماية أمنك الوطني إلى طرف خارجي مُرتزق فسيبذل قصارى جهده في عملية ابتزازك, وسيتحايل بكل الطرق والوسائل لكي يمتص أموالك ومقدراتك كما تفعل الطفيليات والعوالق في مص دماء ضحاياها.
والمُضحك هنا أن حكام دويلات الخليج وعلى رأسهم آل سعود ترتعد فرائصهم وتسمع لهم ضريط صبح مساء بسبب الهلع من الخطر الإيراني الداهم, ولو سألتهم ماذا أعددتم أيها الضراطون لهذا الخطر القادم؟
لقالوا لك لقد أبلغنا عمتنا وولية أمرنا السيدة هيلاري كلينتون عن قلقنا الشديد من التحرشات الإيرانية, وقد وعدتنا أنها ستهتم بالأمر!
وعندها فلن يلوم أحد عمتهم هيلاري حينما تبتز هؤلاء الإمعات وتعرض عليهم مشروع إنشاء منظومة الدرع الصاروخي الذي سيكلف أكثر من ترليون دولار وسيفك ضائقة الاقتصاد الأمريكي وسيخرج واشنطن من أزمتها, والخاسر الأكيد في تلك الصفقة المافوية هم الشعوب الغافية قطعاً.
بل وصل الحال في بعض دول الخليج من التخاذل والاستخذاء أنها جعلت من استراتيجية الانصياع والهروب من المواجهة نصراً مؤزراً وفتحاً عظيماً!
فقد هللت وسائل الإعلام الإماراتية قبل فترة واعتبرت أن استغناء الإمارات العربية عن مضيق هرمز في تصدير البترول يُعتبر صفعةً على وجه إيران, يا سلام عفية على العيال!
حيث أنشئت دولة الإمارات أنبوباً للنفط بطول 360 كليومتراً يبدأ من حقول حبشان المُنتجة للنفط ويصل إلى ميناء الفجيرة على جهة الساحل العُماني, وبهذا تكون الإمارات قد تجنبت مرور بترولها في مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران.
ومن يتابع ذلك النفخ والتهليل يعتقد أن دول الخليج قد سجلت نصراً حاسماً على إيران, والحقيقة أن الإمارات بموقفها التخاذلي هذا أقرت لإيران أمام العالم بالسيادة الكاملة على المضيق, واعترفت من خلال تخليها عن تصدير بترولها عبر مضيق هرمز أنها خضعت لعربدة إيران ورضت في أن تبحث لها عن ممر آخر لتصدير البترول غير مضيق هرمز, وهذا الأمر فيه انتصار لسياسة إيران وليس لحكمة الإمارات كما يطبل ويزمر البعض؟
فالإمارات تعتمد اعتماداً كلياً في حياتها ومعيشتها وبقائها على مضيق هرمز, سواء في استيراد كل البضائع والسلع التجارية والغذائية, ليس هذا فحسب بل جعلت من ميناء جبل علي محطة لتصدير البضائع لبقية الدول الخليجية والعربية, وبهذا التنازل الإماراتي ستفقد دبي ميزة تجارة الترانزيت, لأن المضيق لا يعني بخروج ناقلات البترول فقط بل يعني الحالة الأمنية المُستقرة للدول المُشاطئة لحوض الخليج العربي.
ثم ما الذي سيجعل المواطن أو السائح الأوربي أو حتى الآسيوي في أن يقيم أو يأتي للسياحة في بلد غير قادر على حماية نفسه ويقع في منطقة توتر ومعرضة لقيام حرب في أي لحظة؟
ولو أن الأمر متوقف على عملية تصدير البترول فقط من الدول النفطية في حوض الخليج العربي؟
فالسعودية لديها بديل آخر لتصدير البترول عبر ميناء ينبع على البحر الأحمر, وعُمان هي الأخرى ليست محصورة في داخل حوض الخليج العربي بل خارج نطاق مضيق هرمز, والعراق أيضاً لديه عدة أنابيب ومنافذ منها أنبوب البترول الرئيسي المار عبر تركيا والأنبوب المار عبر سوريا, وهنالك أنبوب معطل مار عبر السعودية يصل إلى ميناء ينبع, وكذلك أنبوب آخر مهجور يمر عبر الأردن.
إذن العملية ليست عملية ايجاد منافذ بعيدة عن مضيق هرمز لتصدير البترول, بل هي مسألة سيادة وقوة عسكرية رادعة أو على الأٌقل موازية للقوة الإيرانية الضخمة.
وهذا ما تدركه واشنطن جيداً ويُغيب عن عقول عصافير الخليج ومن يُغرد في سربهم الخائب, ولهذا أتت الليدي هيلاري كلينتون لتلتقي في الرياض بأتباعها وعبيدها الطيعين المُطيعين, لكي تمنحهم الحل السحري للتخلص من السطوة الإيرانية المُتصاعدة, حيث أبلغتهم أن أمريكا ستنشأ لهم منظومة درع صاروخي تحمي العروش وتحافظ على الكروش, هكذا أقنعتهم!
وقطعاً سوف يصدقها هؤلاء الرخوم وسيُبادرون للتوقيع على تلك المنظومة المزعومة, علماً أن مساحة كمساحة السعودية ستحتاج لألف منظومة صواريخ شبيهة بمنظومة إسرائيل ومع هذا سوف لن تجدي نفعاً لأن قابلية اسقاط الصواريخ السريعة من خلال استهدافها تكون نسبتها قليلة جداً.
وإذا ما بلع دجاج الخليج الطعم فسوف تركز أمريكا على تأمين وحماية حقول النفط في المنطقة الشرقية ومن ثم تقوم بتحصين القواعد العسكرية وربما بعض قصور آل سعود في الرياض, وأما الشعب فإلى حيث ألقت, فحسابات حقل واشنطن لا يتطابق مع بيدر الشعوب الخليجية.
ويبقى السؤال الأزلي قائماً : إلى متى سيبقى هؤلاء الحكام الصوريون الأذلاء مُستخذون من قبل أمريكا والغرب, بل إلى متى ستقود سيدات أمريكا هؤلاء الرعاع الأوباش وهم يطبقون تعليمات عماتهم سواء مادلين أو كوندي أو هيلاري؟
ولا أخفيكم سراً فأنا رغم كرهي واحتقاري الشديد للمسؤولين والسياسيين الأمريكان رجالاً ونساءً جراء دعمهم اللا محدود للطغاة في المنطقة كآل سعود وغيرهم, وبسبب جرائمهم ودمويتهم وانتهازيتهم السياسية والرأسمالية التي حطمت تطلعات الشعوب ودمرت البلدان في سبيل المصالح الصهيومريكية الضيقة, إلا أنني أشعر بالنشوى حينما أشاهد وزيرة أو سفيرة أمريكية وهي تتسيد وتملي أوامرها على حكام الخليج وهم ينصاعون صاغرين بكل إذلال لأوامرها كما يُطيع العبد سيدته دون تبرم أو اعتراض!
وكم أرثي لحال ديناصورات آل سعود المُحنطة حينما يتظاهرون أمام وليات أمرهم الأمريكيات بالدماثة وكل ملك منهم يُحاول أن يظهر نفسه أمامهن بمظهر المُتحضر وصاحب نكتة, كما هو لأطرم عبد الله عندما يزول صمته ووجومه وينطلق لسانه فجأة ويُصبح مرحاً وخفيف دم كلما رأى سيدته الأمريكية!
وكم استمتع حينما أشاهد سعود كوبرا الفيصل وهو يتبع خطى سيدته الأمريكية وينود برقبته المنفرطة خلفها كالإمعة ولا يجرؤ أن يُخالف رأيها أو يتمنع فوجوده وعدمه سيان ولكن قدره أن يُستخذى أمام وسائل الإعلام من قبل سيدات البيت الأبيض.
وربما من سخرية القدر أن يُسلط الله على آل سعود ومن هم على شاكلتهم نوعيات من تلك النساء المًتعجرفات كـ مادلين أولبرايت وكوندليزا رايس ونانسي بيلوسي وثم هيلاري كلنتون, بسبب ازدرائهم واحتقارهم للنساء في داخل المزرعة السعودية, وربما يتعمد الأمريكان أن يعينوا أولئك النسوة السليطات في منصب وزارة الخارجية الأمريكية لكي يذلوا أذنابهم وأربابهم في المحميات الخليجية.
فمنذ عهد الشمطاء أولبرايت إلى عهد السنيورة كوندي بنت رايس وحتى عهد العمة هيلاري يقف هؤلاء أشباه الرجال وغلمان الأسر الحاكمة كالخدم الأذلاء أمام سيداتهم وينفذون الأوامر دون أن ينبسوا ببنت شفة, بل أن سعود فيصل حينما صرح قبل أسابيع أن السعودية تطالب بتسليح الثوار السوريين جاءت سيدته هيلاري واضطرته لأن يخرس ويبلع لسانه ويصمت, وسوف لن تجد إعلاميا أو جامياً سعودياً واحداً أو أي ذنب سعوطي مُنتن يُجيبك لماذا يخنع ويخضع أولياء أمره لأوامر سيدات البيت الأبيض وفي المقابل تجدهم يضطهدون النساء الحرائر في جزيرة العرب؟
ولماذا يستمرأ آل سعود العبودية للخواجات ويقبلوا بأن تقوم المُجندة ماري أو سارة أو إليزابيث في حماية عروشهم والدفاع عن بيضة إسلامهم السعودي, وبالمقابل يرفضون مشاركة رجال ونساء الحرمين في أن يذودوا عن حمى بلادهم في الملمات والمحن؟
فبدلاً من يصرف وزير الدفاع السعودي الجديد - القديم سلمان بن عبد العزيز وأبنائه مئات المليارات على منظومة صواريخ هيلاري كلينتون, والتي لن تؤتي أُكلها وستفشل في صد أي صاروخ مهما كان نوعه كما فشلت منظومة باترويت في حرب الكويت, الأحرى بسلمان أن يفتح باب التجنيد للشباب العاطلين ويُكون جيشاً مُحترماً ومهاباً لو كان جاداً فعلاً.
ولو كانت سيدتهم هيلاري جادة هي الأخرى في تقرير مصيرهم وحمايتهم لأبلغتهم أن يبدؤوا من الآن بتجنيد أبناء البلد ويكونوا قوات حقيقية قادرة على الدفاع عن حياض الوطن وليس جيش فارغ وخائر القوى كجيش الكبسة والمرقوق, وأن يباشروا في بناء مفاعلات نووية لمواجهة مفاعلات إسرائيل وطهران, ولكن هيهات أن يمنح السيد العبيد فرصة للتحرر لأن الحرية تنتزع ولا توهب, ومُحال أن يصحو هؤلاء المُستخذون الأذناب من غفوتهم, لأنهم قد استمرؤوا لعق البساطيل الأمريكية.
وأما لسان حال هيلاري كلينتون لهم : Too late
2012-04-06
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق